مهرجان منتصف الصيف في السويد…أكاليل زهور وأطباق تقليدية وموسيقى مبهجة!

بقلم شيماء بيومي

● ١٩ يونيو ٢۰١٩

أوروبا

حلت نسائم الصيف العطرة، وتزين العالم بأروع الورود والأزهار التى فاح عطرها في كل مكان، وانتهت فترة الامتحانات، وبدأ الجميع في التخطيط لقضاء عطلات صيفية لا تُنسى، ولا سيما في أوروبا حيث تتعدد مظاهر الاحتفال بقدوم الصيف وتختلف من دولة إلى أخرى وفقًا لعاداتها وتقاليدها، لكن يتفق معظمها في الاحتفال بعيد منتصف الصيف الذي يُقام عادة في الفترة من ١٩ يونيو إلى ٢٥ يونيو، فدعونا نتعرف على هذا الاحتفال الصيفي الجميل وأشهر دولة تحتفل به وهي السويد!

مهرجان منتصف الصيف

منتصف الصيف هو الفترة التي تعتمد على الانقلاب الصيفي وتصاحبها الاحتفالات في أوروبا الشمالية، ويُحتفل به تقليديًا في الرابع والعشرين من يونيو كل عام، تكريمًا لميلاد القديس يوحنا المعمدان، ولكن يختلف الآن موعد هذا اليوم من دولة لأخرى ويتراوح بين ١٩ يونيو و٢٥ يونيو. تحتفل به عدة دول مثل النمسا حيث يسير موكب من السفن الباهرة عبر نهر الدانوب، وبولندا حيث تلقي الفتيات أكاليل الزهور والشموع في بحر البلطيق، والبحث في الغابات عن زهور السرخس، وغيرهم من الدول، ولكن يبقى الاحتفال الأشهر والأكثر إبداعًا في السويد.

مهرجان منتصف الصيف في السويد

يُحتفل به هذا العام يوم ٢٢ يونيو، ويعتبر أكثر الأعياد أهمية بعد الكريسماس، حيث يتم الترحيب بأيام الصيف المشرقة، وانتهاء أيام الشتاء الباردة من خلال عدة طقوس، وأهمها عمود الرقص الذي يُزين بالخضرة والزهور، ويُوضع في مكان بارز في المدينة التي تستضيف المهرجان، وتجمع الأصدقاء والعائلة في الحدائق للاستمتاع بنزهات صغيرة، مع انتشار الأطعمة والمشروبات المحلية.

ويرتبط المهرجان بالفولكلور السويدي مع الاستماع للقصص والحكايات عن الخرافات والأساطير المرتبطة بهذا اليوم. كما يرتبط منتصف الصيف بالعديد من الرموز والمعاني حيث يشير الزي الشعبي إلى الرعية التي ينتمي إليها الشخص، ويجب أن تكون الزهور المزينة لعمود الرقص بألوان الأزرق والابيض والأصفر فقط.

مظاهر الاحتفال بعيد منتصف الصيف

يبدأ اليوم بتزيين العمود بأكاليل الزهور والورود التي تم اختيارها، وتقوم النساء بتزيين شعرهن بالورود أيضًا، ثم يحين وقت تناول الطعام حيث تُعد الأطباق السويدية التقليدية مثل الرنجة المخللة وسمك السلمون المُتبل مع البطاطا المسلوقة مع الشبت والكريما الحامضة مع التوست والجمبري والثوم المعمر، وتضم الحلوى أطباق الفراولة بالكريمة.

ويتم رفع العمود في منتصف مع الحرص على عدم سقوطه المرة الأولى، ثم يقوم الأفراد الذين يرتدون ملابس تقليدية بعروض راقصة حوله، وبعد انتهائها ينضم الجميع لهذه الحفلة الراقصة!

وفي المساء، يحتفل الناس في الخارج مع تناول المشروبات، والذهاب إلى قاعات الرقص في الهواء الطلق، والاستمتاع بالموسيقى العذبة في الأجواء الاحتفالية المبهجة، ولا تنتهي الليلة حتى صباح اليوم التالي. ومن التقاليد المهمة لهذا اليوم، هو قيام الفتيات والشابات باختيار سبعة أنواع مختلفة من الزهور ووضعها تحت وسائدهن حتى يتمكنوا من الحلم بأزواجهن المستقبلين! لا يقوم المهرجان بجمع شمل العائلات والأصدقاء السويدية فقط، ولكن يُعد فرصة للسائحين وزائري الدولة للاحتفال أيضًا ورؤية العادات والتقاليد السويدية عن قرب.

ومن أفضل الأماكن السويدية للاحتفال بمهرجان منتصف الصيف، مقاطعة دالرناس الواقعة في وسط السويد، والتي تقيم عدد من الاحتفالات قبل حلول ليلة المهرجان، وحيث المناظر الطبيعية الخلابة، والتلال الخضراء مع البحيرات المتلألئة والمنازل الخشبية.

ويمكنك قضاء مهرجان منتصف الصيف في العاصمة ستوكهولم في متحف سكانسِن أقدم متحف في الهواء الطلق في العالم، حيث يقيم أكبر احتفال في المدينة، حيث كانت تجري الاحتفالات منذ عام ١٨٩٢، وتستمر ثلاثة أيام من الرقص والموسيقى الشعبية والأكاليل الزهرية ابتداًء من عشية منتصف الصيف. يُفضل الذهاب مبكرًا قبل الساعة ١٠ صباحًا لتجنب طوابير الانتظار. وسيُرفع العمود هذا العام في الساعة ٢ مساءً عشية منتصف الصيف.

يبدأ برنامج الاحتفال ليلة منتصف الصيف بقيام الأطفال بربط أكاليلهم الزهرية، ثم يحين موعد رفع العمود الكبير، ودعوة جميع الزوار للغناء والرقص ولعب الألعاب والموسيقيين الشعبيين والأطفال الراقصين. بعد ذلك تقام حفل موسيقية في كنيسة سيغلورا، وحفلة رقص في الهواء الطلق في بولناستوريت. وتقام أيضًا حلفة راقصة على موسيقى الرقص السويدية الحديثة في جناح الرقص جاليجان. وتُقام مثل هذه الفعاليات يوم الاحتفال واليوم الذي يليه، مع بعض الاختلافات.

تعرفنا معًا على هذا المهرجان الشيق ذي التفاصيل والفعاليات المبهجة والملونة، فما رأيكم في التخطيط لزيارة السويد والانضمام لأهلها في هذا الحدث الرائع؟ أخبروني آرائكم!

احجز رحلتك إلى السويد احجز فندقك